قطر تعين سفيراً فوق العادة بمصر.. ما معنى هذا المسمى؟ وما درجات السفراء؟
]
أخبار 24 29/07/2021
عيّن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، اليوم الخميس، سفيرا فوق العادة مفوضاً لدى مصر، فما مهام من يحمل هذا المسمى، وما المسميات الأخرى للسفراء وأعمالهم؟.
ويمثل السفير، أيا كان مسماه، بلاده في التفاوض والتباحث ودعم جهود السلام بين بلده والدولة المضيفة والدول الأخرى، كما يتبنى سياسات بلده، ويعمل على تقوية العلاقات الثنائية والمتعددة، والتدخل خاصة وقت الأزمات.
نستعرض هنا مسميات ودرجات السفراء وأعمالهم.
1- سفير فوق العادة
يحمل السفير فوق العادة مرتبة دبلوماسية هي الأعلى في مراتب السفراء، وتُمنح عادة لشخص مكلف بمهام خاصة لدى بلدان أخرى أو منظمات دولية، وتمنحه إمكانات استثنائية لأداء مهمته، وله حصانة دبلوماسية.
وميّز مؤتمر فيينا عام 1961م، والذي اعتمد نظام المراتب الدبلوماسية، بين السفير والسفير فوق العادة، وهو من يتمتع بصلاحيات واسعة، منها مثلا إبرام اتفاقيات باسم الدولة أو الهيئة التي يمثلها.
2- السفير
هو المسؤول الدبلوماسي الأعلى في سفارة بلاده بالخارج، ويوفد للحكومات الأجنبية المستقلة، أو المنظمات الدولية، لتمثيل حكومة بلده، وله نفس مميزات السفير فوق العادة، إلا أن صلاحياته أقل منه.
3- سفير مفوض
دأبت حكومات في الماضي على تعيين دبلوماسيين بمراتب وأسماء أخرى مثل وزير مفوض، وتمنحهم نفس صلاحيات “سفير فوق العادة” لتمثيل البلاد لدى حكومات أجنبية، لكن هذا التقليد الدبلوماسي أصبح محدوداً.
4- القائم بالأعمال
مرتبة من مرتبات الموظفين الدبلوماسيين التي تم الاتفاق عليها في اتفاقية فيينا، وهي مرتبة أقل بقليل من مرتبة السفير، ويُطلق لقب السفير غير المقيم على القائم بالأعمال.
5- مندوب سامٍ
تمنح الكيانات السياسية الكبرى بعض مبعوثيها صفة مندوب سامٍ مثل دول الكومنولث (رابطة الشعوب البريطانية) التي تتبادل فيما بينها مبعوثين يحملون ذلك اللقب، وهو لقب بمرتبة توازي مرتبة السفير القائم بالأعمال.
6- سفير غير دبلوماسي
يُستخدم لفظ سفير غير دبلوماسي مجازاً لمن يمثل المنظمات الخيرية والثقافية، ويكون دوره عادة جذب وسائل الإعلام، أو الترويج لفكرة أو مبدأ اجتماعي، ويطلق عليه سفير النوايا الحسنة، وقد يكون لاعباً أو فناناً.
كما أن هناك مسؤولين يُبعثون في مهام محددة لفترة قصيرة، قد تكون ساعات أو أياما، لدول أو هيئات أو كيانات، وغالباً يكون الشخص وزير دولة، مكلفا بتسليم رسائل خاصة، مكتوبة أو شفهية، ويُطلق عليه مسمى “مبعوث” أو “مبعوث خاص”، ويكون له وضع دبلوماسي.
قطر تغلق صفحة الخلافات مع مصر بتعيين سفير لها في القاهرة
]
القاهرة - عززت قطر خطواتها السياسية باتجاه التقارب مع مصر وغلق صفحة قاتمة بين البلدين امتدت لنحو سبع سنوات، وقامت الخميس بتعيين أول سفير لها في القاهرة، واختارت سفيرها السابق لدى تركيا سالم بن مبارك آل شافي ليكون سفيرا فوق العادة مفوضا لدى مصر.
ووفق بيان للديوان الأميري لم يقتصر التعيين على سفير قطر في القاهرة، حيث قرر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد تعيين سفراء في كل من ليبيا وتركيا وقبرص الرومية.
وتضمن القرار تعيين خالد محمد زابن آل زابن الدوسري سفيرا فوق العادة مفوضا لدى ليبيا، ومحمد بن ناصر بن جاسم سفيرا فوق العادة مفوضا لدى تركيا، وعلي يوسف عبدالرحمن الملا سفيرا فوق العادة مفوضا لدى قبرص (الرومية).
وتوقف مراقبون عند خطوة تعيين سفير في مصر والتي تؤكد أن خطوات التقارب التي شرع فيها البلدان تسير بوتيرة جيدة، وأنهما تجاوزا الكثير من القضايا الخلافية وعبرا فوق التعقيدات السياسية، وغلّب كلاهما المصالح الاستراتيجية على التوقف عند تفاصيل مختلفة كان يمكن أن تعصف بملامح التقارب.
والتقطت القيادة القطرية علامات متباينة أشارت في مجملها إلى تقارب حثيث بين القاهرة وواشنطن، فضاعفت من رسائلها الإيجابية نحو مصر، واستشعرت الدوحة أن سياساتها السابقة في احتضان ودعم وتأييد جماعات متطرفة لن تكون مقبولة من جانب الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة جو بايدن.
وتفسر هذه الزاوية اختيار سفراء جدد في كل من القاهرة وأنقرة وطرابلس، وهي العواصم التي تشابكت فيها تحركات الدوحة السياسية وتصوراتها الأمنية.
عزت سعد: المصلحة تقتضي استئناف العلاقات ودعم التعاون المشترك
ويشير تغيير السفراء القطريين في هذه العواصم إلى أن هناك تحولا كبيرا في الأداء الدبلوماسي العام للدوحة يتطلب وجوها جديدة ليتسنى لها التعاطي مع حجم التحولات الإقليمية المتعلقة بالدول الثلاث.
وفتحت القاهرة صفحة مع كل من قطر وتركيا، وحكومة الوحدة الوطنية طرابلس مؤخرا، في إطار رغبتها تخفيف حدة الأزمات الإقليمية وتعظيم مكاسبها، وحققت المحادثات مع الأولى تقدما سياسيا لافتا، بينما شهدت المناقشات مع الثانية صعودا وهبوطا وضعها في مربع التجميد حاليا، وتبدو مع الثالثة (طرابلس) متذبذبة.
ويوحي نقل سفير قطر في تركيا إلى مصر بعدم استبعاد قيامه بدور في تلطيف الأجواء بين القاهرة وأنقرة وطرابلس، خاصة أن تركيا تعتقد أن التطبيع الحاصل بين مصر وقطر يصب في صالحها كدليل على ما تتمتع به القاهرة من مرونة سياسية.
وكشفت التطورات التي صاحبت عملية التقارب مع قطر عن عدم تشدد مصر في مسألة ترحيل أو تسليم قيادات إسلامية وتركتها وفقا لتقديرات الدوحة الزمنية، وجرى غض الطرف عن استمرار شبكة الجزيرة في معالجتها لملفات مصرية عديدة، وأن تخفيف اللهجة عند الحديث عن بعض القضايا لا يخلو تماما من سخونة إعلامية.
وحملت بعض التصريحات الرسمية لهجة إيجابية حيال الدوحة وثقة في نواياها السياسية، فمنذ بدء محادثات التقارب ولم تنتقد مصر أو وسائل الإعلام فيها أي خطوات قطرية سلبية أو رمادية، وبدت غير عابئة بما تبقى من علامات قاتمة تظهر عبر قناة الجزيرة كأنها على يقين بأنها سوف تتلاشى تدريجيا.
ويفرض تعيين سفيرين في البلدين بعض القيود على وسائل الإعلام في الدولة الأخرى، وفقا للأعراف الدبلوماسية السائدة، الأمر الذي يقود إلى عدم استبعاد أن يظهر التغيير القطري التام في خطاب الجزيرة وأخواتها قريبا.
وأكد المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية السفير عزت سعد، أن تعيين سفير قطري لدى مصر يعبر عن أن هناك توافقا بين البلدين على إمكانية حل أي مشكلة بينهما من خلال الطرق الدبلوماسية، وهي إشارة جيدة على وجود نوع من القناعة بضرورة تطويق كل الأزمات التي قد تعرقل جهود تطبيع العلاقات بينهما.
وأضاف في تصريح لـ“العرب” أن الخطوة طبيعية في ظل المشاورات المكثفة التي جرت بين البلدين خلال الفترة الماضية، وقد يكون هناك تقييم من جانبهما بأن المصلحة تقتضي استئناف العلاقات كاملة ودعم التعاون المشترك في مجالات عدة.
وأعلنت مصر في 23 يونيو الماضي تعيين عمرو كمال الدين الشربيني سفيرا فوق العادة مفوضا لدى حكومة قطر، في إطار رغبتها في تحسين العلاقات مع الدوحة.
وبدت هذه الخطوة دلالة مبكرة كاشفة عن اطمئنان القاهرة لما وصلت إليه المناقشات مع الدوحة، حيث يتمتع السفير فوق العادة بصلاحيات قانونية موسعة تشمل توقيع اتفاقيات باسم الدولة أو الهيئة التي يمثلها، وذلك خلافا للسفير العادي، وهو ما حرصت الدوحة على يكون ملحقا بمسمى سفيرها الجديد في القاهرة.
قطر تتفاعل دبلوماسيا مع مصر بتعيين سفير لدى القاهرة
]
الدوحة - عيّن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الخميس سفيرين لدى كل من القاهرة وطرابلس في خطوة تأتي ضمن جهود القيادة القطرية لتحسين العلاقات مع بعض دول المنطقة بعد سنوات من التوتر وفي إجراء يأتي بعد نحو سبعة أشهر من المصالحة الخليجية التي أنهت ثلاث سنوات من القطيعة بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
وجاء في بيان للديوان الأميري القطري أنه تعيين سالم بن مبارك آل شافي سفيرا لمصر، بينما تم تعيين خالد محمد الدوسري سفيرا لليبيا.
وكانت القاهرة قد عيّنت في يونيو/حزيران الماضي سفيرا لدى الدوحة بعد تحرك مماثل من الرياض، بينما لم تستأنف الإمارات والبحرين العلاقات الدبلوماسية في انتظار مناقشة ملفات خلافية في لقاءات ثنائية.
وكانت القمة الخليجية في دورتها الـ41 التي أرست اتفاق تضامن ومصالحة بين الرباعي العربي الخليجي وقطر، قد رحلت الملفات الخلافية إلى لجان مختصة لدراستها والتأسيس لحلها بشكل جذري ما قد يفسر بطء الخطوات الدبلوماسية بين الدوحة وأبوظبي والمنامة.
وكانت قطر قد أغلقت سفارتها في ليبيا في 2014، عندما أغلقت الكثير من البعثات الأجنبية أبواب مقارها مع انقسام البلد بين إدارتين متنافستين.
ومنذ انتهاء القتال في ليبيا الصيف الماضي، قبلت الفصائل حكومة وحدة جديدة مفوضة بتوحيد المؤسسات والإعداد لانتخابات في الرابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وخطت القاهرة في يونيو/حزيران الماضي خطوة دبلوماسية عملية على طريق تعزيز المصالحة مع قطر بعد سنوات من القطيعة والتوترات على خلفية الموقف القطري الداعم لجماعة الإخوان المسلمين والرافض لعزل الجيش في 2013 للرئيس (الراحل) محمد مرسي المنتمي للإخوان.
وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حينها، مرسوما رئاسيا بتعيين سفير فوق العادة لدى قطر، لأول مرة منذ اندلاع الأزمة الخليجية منتصف العام 2017.
وجاء القرار المصري بعد يومين من تسلم وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أوراق اعتماد أوراق أول سفير للسعودية منذ الأزمة التي طوت صفحتها قمة خليجية بمدينة العلا في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتتحرك القاهرة والرياض على مسار واحد في تنفيذ اتفاق العلا الذي أسس لعلاقات أوثق مع قطر بعد سنوات من القطيعة.
ووفق لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (رسمية)، فقد شمل المرسوم تعيين عمرو كمال الدين برى الشربيني، سفيرا فوق العادة لدى الدوحة.
ويتمتع السفير فوق العادة بصلاحيات قانونية موسعة، تشمل توقيع اتفاقيات باسم الدولة أو الهيئة التي يمثلها، خلافا للسفير العادي.
وشهدت العلاقات المصرية القطرية خطوات إيجابية على طريق العودة، بعد توقيع “بيان العلا” في يناير/كانون الثاني الماضي بالسعودية والذي أسدل الستار على أزمة بين قطر من ناحية ومصر والسعودية والإمارات والبحرين من ناحية أخرى.
وتأتي الخطوة الدبلوماسية القطرية بتعيين سفير لدى مصر كأحدث تطور ضمن جهود المصالحة، بعد أن كان الرئيس المصري قد وجه دعوة لأمير قطر لزيارة القاهرة في أقرب وقت.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي زار العاصمة القطرية كأول مسؤول مصري رفيع يزور للدوحة منذ 2013 قد سلم أمير قطر رسالة خطية من الرئيس السيسي.
وفي 3 مارس/آذار الماضي، أجرى وزير الخارجية القطري أول زيارة لمصر منذ إعلان المصالحة، كما تلقى الرئيس المصري في 12 أبريل/نيسان الماضي، اتصالا هاتفيا من أمير قطر للتهنئة بحلول شهر رمضان.
وقام وزير الخارجية القطري خلال مايو/ايار الماضي بثاني زيارة له للقاهرة ونقل رسالة من أمير قطر للقيادة المصري يدعو فيها السيسي لزيارة الدوحة.
ومن المتوقع أن يسرّع قرار تعيين سفير قطري لدى القاهرة التقارب بين البلدين وهو إجراء ضروري لتعزيز العلاقات الدبلوماسية، فيما ينتظر أن يقوم أمير قطر بزيارة إلى القاهرة على ضوء التفاعل الإيجابي بين مصر وقطر.